تكريم أستاذين في مهرجان الكتاب بأنطلياس

0

كرمت الحركة الثقافية في أنطلياس وفي إطار فاعليات المهرجان الواحد والأربعين للكتاب، علمين من أعلام التربية والتعليم، الأستاذين جوزيف مكرزل وجورج يزبك. وتحدث في حفل التكريم كل من الاخت تريز ماري أبو راشد والدكتور جورج شكيب سعادة.

خاطر

بداية رحب الأستاذ عبده خاطر بالحضور “باسم الحركة الثقافية في أنطلياس، مركز العامية الوطنية الموحدة، ومن مسرح الأخوين رحباني وفي كنف الرهبانية الأنطونية”، متمنيا للمعلمين خاصة، “عيدا سعيدا على رغم المآسي الموجعة، والظروف الظلامية التي نعيشها والخوفِ على مصير وطننا ومستقبل أبنائنا، في المهرجان الواحد والأربعين للكتاب، الذي تنظمه الحركة إيمانا منها بأهمية الكتاب، بوصفه منتجا حضاريا يختزن الثقافة، ويضمن انتشارَها، ويرعى ديمومَتها وتداولَها عَبر الثقافات والأجيال”. 

أضاف: “وفي إطار هذا المهرجان وكعادتِها كل سنة، تكرم الحركة الثقافيّة نخبة من أعلام الثقافة، وتخصص يوم المعلم لتكريم علَمين من أعلام التربية والتعليم،  أستاذين لامعين، أبدعا وتركا بصماتهما الذهبية في عقول آلاف المتعلمين الذين كان لهم حظ التتلمذ على أيديهما، وقد كان لي حظ مزاملتهما على مدى عشرات السنين، وشرف إدارة ندوةِ تكريمهما اليوم، إعترافا بفضلهما، وبفضل كل معلم، وتكريما له وتتويجا لمسيرة عطائه، وإعلاء للقيم المثلى التي يجسدها، وعربون وفاء وتقدير لجهوده”.

وقال: “يكفي المعلمَ شرفاً، أنه أُعطي لقب “المعلمِ الأكبرٍ” ربنا وإلهنا يسوعَ المسيح عليه السلام”.

وإذ أشار الى أن “الشباب اللبناني كان يتهافت لمزاولة مهنة التعليم، إذ كان المعلم وقتذاك، مثلا يحتذى، وشمسا ساطعة، ورسولا ينشر نور الحق في عقول طلابه، محتَما، ومكتفيا، إلى أن ابتلينا بعصابات متوحشة، شيطانية، لا تخاف الله، تسلطت علينا وضربت أُسس دولتنا الفتية، فدمرتها وأفقدت المعلم دوره الريادي وأبسطَ حقوقِ الإنسان بالعيش الكريم ، وأصبح وطن الأرز من بين الدول الأكثرِ فساداً في العالم”. 

ولفت الى أن “الجريمة الكبرى، فهي التي ترتكب بحق المعلمين المتقاعدين في التعليم الخاص، المنسيّين، الذين لا يزالون يتقاضَون حتى تاريخه، معاشات تقاعدية شهرية تتراوح بين 20 و40 دولارا، بعد أن أفنوا عمرهم بالخدمة والعطاء وتعليم الأجيال ومن بينهم وزراء ونواب ومسؤولونَ ورجال دين. والمضحك المبكي أنهم وعدوا بأن تزاد معاشاتهم ستَّة أضعاف، أسوة بزملائهم في التعليم الرسمي ليرتقوا من درجة المعدمين إلى درجة الفقراء. لكن كالعادة “عالوعد يا كمون”. ونسأل بعد لماذا يهرب الشباب اللبناني من مهنة التعليم” .

وختم: “في غمرة هذه الأجواء الملبدة الحزينة، تبقى هناك فسحة أمل وفرحٍ. فها إن الحركة الثقافية-أنطلياس تكرم اليوم معلمين من كبار أساتذة الزمن الجميل. الأستاذ جوزيف مكرزل والأستاذ جورج يزبك”.

ابو راشد

ثم قدمت مكرزل الأخت بو راشد من راهبات القديسة تريزيا الطفل يسوع التي كانت تلميذته فأبرزت خصوصا المؤسسات الجامعية والثانوية التي عمل فيها خلال ما يقارب 50 سنة؛ بعدها تناولت مؤلفاته التي بلغ عددها 131 كتاب علوم مدرسيا لكل المراحل ما قبل الجامعية والجامعية في اللغات العربية والفرنسية والإنكليزية.

وأشارت الأخت تريز ماري في الختام الى انتقال مكرزل عند التقاعد، الى العمل النقابي والى انتخابه رئيساً للاساتذة الثانويين المتقاعدين.

مكرزل

اختصر  مكرزل كلمته بعد شكر الحركة الثقافية بمرحلتين تربويتين هامتين في تاريخه التربوي: تصحيح في القاموس الفرنسي Larousse وحيازته على جائزة سعيد عقل عندما الّف قاموس علمي من 15000 كلمة علمية.

وأعرب عن حزنه لتوقف جائزة سعيد عقل بعد مماته ودعا المثقفين الحاضرين وغيرهم الى  تاليف لجنة تعيد ذكرى وأمجاد المفكر والشاعر اللبناني الكبير؛ ثم تطرق الى عمله النقابي معلنا أنه مع فريق عمل متجانس عمل على استحداث بطاقة تعريف للمتقاعدين لم تستطع الدولة تامينها، وكذلك اصبح لهم حسومات مهمة تصل الى 35% على فاتورة 63 مؤسسة طبية استشفائية ومختبر على كل الاراضي اللبنانية.

وفي الختام تحدث عدد من الذين رافقوا مكرزل في ممارسته التربوية الجامعية والثانوية، مثنين على “دوره في تطوير المناهج واصدار الكتب وتدريب الاساتذة”.

يزبك

من جهته قال يزبك: “من يعمل ليلا نهارا بمحبة وتضحية وإخلاص لإتمام واجبه نحو الناس كل الناس هو اكثر انسان بعدا عن حب التكريم والإطراء. لأنه يقوم بواجباته هذه ليس لنفسه فقط بل اكثر واكثر ليُجسِّد إرادة الله الخيرة في الخلق أجمعين. لكن الأخوة في الحركة الثقافية أنطلياس أرادوها تكريما مشكورين. وهنا لا بد من شكر الحركة الثقافية – أنطلياس – رائدة الثقافة في لبنان. رئيسا واعضاء وخاصة الصديقة نايلة ابي نادر والصديق عصام خليفة للإضاءة على ما نحن عليه في هذه المهنة  الرسالة.

أضاف: “هذه الرسالة الوحيدة التي يقال فيها: “إن سر مهنتها هو افشاء سر مهنتها”. كما يفشي النور مكان المنارة التي تعطيه الحياة، ليستمر هذا النور عبر الأجيال. بعبارة أخرى: المعلم هو قطعة من نور تصل الأنوار بعضها ببعض لنتابع دائما وابدا مسيرة كشف أسرار هذا الوجود”.

وتابع: “إن رجل القمر الأميركي نيل ارمسترونغ بعد عودته من القمر في 21 تموز 1969 قال بعد أسابيع في محاضرة في جامعة بنسلفانيا إننا وصلنا الى القمر على عظام الذين سبقونا وأهمهم بطليموس – البيروني – كوبرنيكوس – وكبلر “، متمنيا لزملائه العاملين والمتقاعدين، بمناسبة عيد المعلم، دوام الصحة والعافية ومزيد من العطاء الى أن يلتقي التراب بالسماء.”

وشكر كل من “الدكتور جورج شكيب سعادة على تقديمه، والأخوة الذين سيقدمون شهادة حياة صادقة عن ما عرفوه عني وهم الأعزاء: الاب ميشال عبود الجزيل الاحترام، الصديق اللواء شوقي المصري”. 

كما شكر”الصديق الدكتور أنطوان سعد، الصديقة الدكتورة نايلة ابي نادر، الصديقة الأستاذة جورجينا دعبول، الصديق الدكتور الياس رشيد ومدير الندوة الصديق عبده خاطر وشريكة حياتي زوجتي منيرفا التي مَشَت معي دروب الحياة بتضحية وإخلاص : فكانت عائلتي التي اعتزّ بها:

إبني المهندس بشير وزوجته الدكتورة روزيت ناهض واولادهم : ماريان – جورج – ميلاني؛ إبني الدكتور بول وزوجته الدكتورة رنا شعيا واولادهم: كريستيان – كيفن – كارل – كلامون، وابنتي المهندسة الدكتورة تريزيا، ابني المهندس سعدالله”.

كذلك شكر إخوته وأخواته وعائلاتهم وكل الأقارب، وزملائه في المجلس البلدي ، وفي لقاء أبناء الجبل، وكافة المتقاعدين وخاصة زملائه في اللجنة الإدارية لرابطة متقاعدي الأساتذة الثانويين. وخص بالذكر الصديق المكرم معه الدكتور جوزف مكرزل وكافة أعضاء رابطة ال يزبك وبفرعيها حبيب وبيروتي. 

وختم: “وأشكر بلدتي دير القمر التي شربت من شالوطها وتفيّأت بشربينها وعشقت أهلها والتي امتشقت منها التراث والجمال، والذين تكبّدوا مصاعب المجيء لحضور هذا اللقاء الجامع.”

المصدر : الوكالة الوطنية للإعلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *