الديار: غزة ولبنان في القمّة العربيّة ــ الإسلاميّة اليوم في الرياض.. الضخ الأميركي عن تسوية تسبق عودة ترامب غير واقعي.. نتنياهو يتبنّى عملية «البايجرز»…وبري: عائدون!

كتبت صحيفة “الديار”: في الوقت الذي تُعقد فيه اليوم قمة عربية – إسلامية مشتركة في المملكة العربية السعودية، سيحاول خلالها قادة هذه الدول اتخاذ موقف موحد، يدعو لوقف العدوان «الإسرائيلي» على قطاع غزة ولبنان، ويضغط على المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات جدية في هذا المجال، تواصلت المجازر «الاسرائيلية» على وقع ضح اميركي عن تسوية تسبق عودة الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب الى البيت الابيض في العشرين من الشهر المقبل.

الا ان ما تروج له بعض وسائل الاعلام الاميركية و «الاسرائيلية» بدا في مكان، والوقائع على الارض في مكان آخر.

فخروج مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان بقوله إن حركة حماس لا «إسرائيل» «تعرقل الآن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة»، كما اعلان رئيس الوزراء العدو بنيامين نتانياهو، عن أنه تحدث مع ترامب 3 مرات في الأيام الأخيرة، مؤكدا أنه متفق معه إزاء «التهديد الإيراني».

والاهم مواصلة العدو نهجه الاجرامي والتدميري سواء في لبنان او في غزة، كلها مؤشرات تؤكد ان ما يروج له في مكان والحقيقة في مكان آخر.

ودخل الإعلام «الاسرائيلي» بقوة على خط الترويج لقرب التوصل الى تسوية. وقالت القناة 12 أن «إسرائيل» تدرس وقف إطلاق النار بلبنان، لتجنب صدور قرار من مجلس الأمن ضدها، مشيرة إلى أن «إسرائيل» تدرس إمكان تطبيق وقف نار محدد المدة على الحدود الشمالية.

من جهتها، ادعت صحيفة «يسرائيل هيوم»، بأن «اتفاق وقف النار في لبنان، يتضمن انسحاب حزب الله إلى شمال الليطاني، موضحة أن «الاتفاق ينص أيضاً على عدم عودة حزب الله إلى الحدود».

وبينما زعمت أن الجيش اللبناني سيدمر البنية التحتية المتبقية لحزب الله على الحدود، أشارت إلى أن «إسرائيل ستتلقى ضمانات أميركية وروسية بمنع إعادة تسليح الحزب»، لافتة إلى أن «سوريا ستكون المسؤولة عن منع نقل السلاح من أراضيها إلى لبنان».

ضخ غير واقعي

وبما يؤكد التشدد «الاسرائيلي» ازاء اي تسوية مقبلة، اشار وزير الدفاع «الإسرائيلي» يسرائيل كاتس، الى أنه «علينا أن نواصل العمل معا، ونستثمر النتائج في تغيير الوضع في جبهة لبنان»، لافتا الى أن «كل من جاء ليدعم وقف إطلاق النار في غزة، بلّغته بأنه لن يحدث دون إطلاق سراح الأسرى».

وقالت مصادر مواكبة عن كثب للحراك السياسي الحاصل ان «ترامب قد يكون معنيا بتنفيذ وعوده، بتحقيق وقف نار قبل عودته الى البيت الابيض، لذلك افيد انه بعث برسالة إلى إدارة الرّئيس الحالي جو بايدن، يؤكد فيها دعمه جهود المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين للتوصل الى وقف اطلاق نار في لبنان وغزة، لكن ما يتمناه ترامب شيء، وما يفعله وسيفعله لتحقيق ذلك شيء آخر، بخاصة انه يدعم خطط نتنياهو حتى النهاية، ولن يكون حجر عثرة امامها».

وقالت المصادر لـ «الديار»: «اذا استطاع الثنائي ترامب- نتنياهو فرض تسوية في المنطقة تكسر ايران وحلفاءها، وتحقق مطالب «اسرائيل» وشروطها، فوقف النار سيحصل اليوم وليس غدا، اما وما دام محور المقاومة متماسكا ويرفض الخضوع والاستسلام، فآلة القتل «الاسرائيلية» مستمرة بلا هوادة، وبالتالي كل الضح الحاصل عن تسوية قريبة قبل منتصف الشهر المقبل غير واقعي».

نتنياهو يتباهى بتفجير «البايجرز»

وفي توقيت مريب، أقر نتانياهو لأول مرة بمسؤولية «إسرائيل» عن تفجير أجهزة «البايجرز» في لبنان، والتي تسببت بإصابة الآلاف من عناصر حزب الله. وأفادت هيئة البث «الإسرائيلية»، بأن نتانياهو تحمل خلال اجتماع الحكومة مسؤولية الهجمات بتفجير أجهزة «البايجرز» في لبنان، ونقلت عنه قوله «لم أصغ إلى التحذير بأن واشنطن ستعارض العملية». وأوضح أن «عملية تفجير أجهزة الاستدعاء واغتيال الأمين العام الراحل لحزب الله السيد حسن نصرالله تمت رغم معارضة كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية».

من جهته، وفي تصريح صحافي، أشار رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى أن «العدو «الإسرائيلي» يركز في حربه على اعتماد نهج التدمير الواسع، الذي يشمل مناطق مختلفة في الجنوب والبقاع والضاحية».

وتوقف بري عند «الرسائل التي وُجهت إليه من خلال استهداف بلدته تبنين بمجملها، ومن ضمنها حي آل بري»، معددا منازل أقربائه التي تم تدميرها ومن بينها منزل شقيقته، إلا أنه أكد أن «الضغط عليه لن ينفع في دفعه إلى التنازل عن ثوابت الموقف اللبناني». واذ شدد على التمسك بوجوب وقف إطلاق النار فورا وتنفيذ القرار 1701 بلا زيادة او نقصان، اشار بري إلى أن «العدو يريد أن تصبح المنطقة الحدودية التي تجاور فلسطين المحتلة غير صالحة للسكن، لكنني أؤكد أنه فور انتهاء الحرب سيعود الأهالي إلى بلداتهم المدمرة، وسيقيمون فوق ترابها وأنقاضها بانتظار أن يعاد بناؤها».

تجميد شحنة عسكرية

ويوم أمس، أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت الإسرائيلية»، نقلا عن مصدرين أمنيين، بأن الولايات المتحدة جمدت تنفيذ صفقة شحنة عسكرية إلى «إسرائيل». ووفقاً للصحيفة، فهذه الشحنة عبارة عن 130 بلدوزر أو جرافات عسكرية من نوع «كاتربيلر»، من طراز «دي 9» وقد دفعت «إسرائيل ثمنها».

وفي حين لفتت إلى أن الحظر الجزئي، الذي تفرضه الولايات المتحدة على توريد الأسلحة إلى «إسرائيل»، يؤثر في ساحة المعركة في غزة ولبنان، وقد يشكل خطراً على جنود الجيش «الإسرائيلي»، أشارت إلى أن استخدام هذه الجرافات لهدم المباني في قطاع غزة، أدى إلى انتقادات داخلية كبيرة في الولايات المتحدة، واحتجاجات وضغوط شديدة على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، التي استسلمت وجمدت عمليات التسليم لعدة أشهر.

مجزرة في علمات

ميدانيا، كان يوم الاحد داميا في لبنان وغزة، كما استهدفت التفجيرات سوريا، اذ أفادت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) باستشهاد سبعة مدنيين بينهم أطفال ونساء، واصابة عشرين آخرين جراء عدوان «إسرائيلي» استهدف أحد الأبنية السكنية في منطقة السيدة زينب بريف دمشق.

وفي لبنان، شن الطيران المعادي غارة استهدفت منزلاً يأوي نازحين في بلدة علمات (قضاء جبيل)، ادّت إلى وقوع مجزرة راح ضحيتها 24 شهيدا بينهم 7 أطفال وعدد من الجرحى.

وفي الجنوب، أدّت غارة على بلدة عدلون استهدفت سيارة للهيئة الصحية، إلى استشهاد ثلاثة اشخاص. هذا وأغار الطيران المعادي على بلدة الصرفند في قضاء صيدا، وعلى سيارتين في قضاء مرجعيون.

وأغار الطيران المعادي على بلدة الوزاني والخيام وبلدتي بيت ليف وعين ابل في قضاء بنت جبيل. واستهدف القصف المنطقة الواقعة بين بلدتي كفرصير وصير الغربية والمنطقة الواقعة بين بلدتي كفرتبنيت وارنون في قضاء النبطية.

وفي البقاع، شن العدو سلسلة غارات استهدفت بلدات سرعين وبعلبك ورسم الحدث وبدنايل وشعت وبلدة زغرين في قضاء الهرمل ، ما ادى الى ارتقاء عدد من الشهداء والجرحى .

عمليات حزب الله

بالمقابل، استهدف مجاهدو المُقاومة تجمعات لقوات جيش العدو «الإسرائيلي» قرب بوابة حسن في محيط بلدة شبعا وفي مستوطنة هغوشريم وتجمعا آخر بين بلدتي حولا ومركبا شرقاً بصليات صاروخية. كما اشتبك مجاهدو المقاومة الإسلامية فجر امس مع القوة المتسللة عند الأطراف الجنوبية الغربية لبلدة عيترون، ‏وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح.‏

وفي إطار ‏التحذير الذي وجّهته المقاومة الإسلامية لعددٍ من مستوطنات الشمال، استهدف مجاهدو المُقاومة مستوطنات «شتولا» و»شوميرا» و»زرعيت»، إضافة إلى مستوطنة «إيفن مناحم» ومستوطنة «كريات شمونة» بصليةٍ صاروخية.‏ كما استهدفوا تجمعا لِقوات جيش العدو في ‏مرتفع «القبع» عند الأطراف الجنوبيّة الشرقيّة لبلدة مركبا 3 مرات، وتجمعا آخر في مرتفع «كحيل» عند الأطراف الشرقيّة لبلدة مارون الراس، اضافة الى قاعدة «شراغا» شمالي مدينة عكا المحتلة ومستوطنة «شوميرا».

وأفادت الجبهة الداخلية «الإسرائيلية» بتفعيل صفارات الإنذار في «كريات شمونة» وبلدات في إصبع الجليل عقب إطلاق صواريخ.

49 شهيدا في غزة

اما في غزة، فأفيد عن استشهاد أكثر من 49 شخصا، نصفهم أطفال في قصف للاحتلال «الإسرائيلي» على منزلين بمدينة غزة وجباليا البلد، في وقت واصل جيش الاحتلال منع طواقم الدفاع المدني من الوصول إلى المناطق المستهدفة، مما يتسبب بإعاقة عمليات الإنقاذ.

بالمقابل، أعلنت كتائب عز الدين القسام أن مقاتليها تمكنوا «من استهداف قوة صهيونية راجلة قوامها 15 جنديا، والإجهاز عليهم من المسافة صفر، غرب منطقة الشيماء شمال بيت لاهيا شمال القطاع».

كما أعلنت الاشتباك مع قوة للاحتلال، وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح في منطقة البركة غرب بيت لاهيا.