الديار: المنطقة أمام معادلات اقليمية جديدة: العين بالعين… بري يحسمها: لا «بلديات» دون الجنوب
كتبت صحيفة “الديار”: لا تزال تداعيات الزلزال الايراني تتفاعل على الساحتين الاقليمية والدولية حيث عمدت مراكز القرار في الـ 48 الساعة الماضية على تحليل وقراءة القرار الايراني الجريء وغير المسبوق بمهاجمة الاراضي المحتلة في فلسطين بالمباشر ومن الاراضي الايرانية، في حين كان بإمكان طهران تجنب هذا السخط الدولي من حلفاء اسرائيل ومهاجمة مصالح ومراكز وسفارات اسرائيلية في مناطق مختلفة من العالم بدءا بإفريقيا وانتهاءً بآسيا الغربية. غير أن ايران فاجأت الجميع بحجم الهجوم الجوي على كيان العدو حيث ثبتت أولاً مبدأ وحدة الساحات في الصراع مع العدو الاسرائيلي، كما قامت بترميم واعادة ميزان وتوازن الردع في المنطقة بعد ان ظنت اسرائيل لبرهة ان بإمكانها استهداف محور المقاومة وقادة ومستشارين ايرانيين في سوريا والعراق من دون حصول تبعات او ردود، كما بينت ايران لكل الدول المتخاذلة في دعم القضية الفلسطينية وعلى رأسها بعض الدول العربية أن ايران ليست لاعباً اقليمياً يقف خلف حلفائه بل يتقدمهم الى الصفوف الامامية في مواجهة العدو الاسرائيلي، وبذلك تكون اسقطت الدعاية الاسرائيلية القائلة ان ايران تستعمل ما تسميه بـ»وكلائها» دون ان تتورط مباشرة بالصراع.
بالإضافة الى ما ذكر آنفاً، فقد تم تثبيت مرة بعد مرة مبدأ أن «اسرائيل» ليست سوى قاعدة عسكرية متقدمة لحلف الناتو والولايات المتحدة الأميركية في المشرق العربي، اذ هبت دول الناتو وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا للدفاع عنها وجندت كل المنظومة العسكرية الأميركية من الخليج الى العراق وسوريا والاردن لاعتراض الصواريخ الايرانية والمسيرات في دلالة واضحة على عجز اسرائيل عن اعتراض الهجوم بمفردها.
وعلى المقلب الآخر، وضعت واشنطن ومعها كل من باريس ولندن ثقلها الدبلوماسي لثني اسرائيل من الرد في الداخل الايراني، حيث ابلغت واشنطن تل أبيب انها لا تزال ملتزمة الدفاع عنها غير انها لن تدعم عسكريا أي هجوم على ايران. واعتبر مصدر دبلوماسي غربي في اتصال مع الديار، ان بايدن اثبت لنتنياهو ان ليس لديه القدرة ان يدافع وحيداً عن اسرائيل اذ هو يحتاج مراراً الى دعم واشنطن ان كان في حربه على غزة حيث فتحت المخازن الاستراتيجية للجيش الاميركي لدعم اسرائيل في عدوانها على الفلسطينيين او ضد ايران حيث قامت واشنطن بمعظم العمل التكنولوجي والصاروخي الاعتراضي للهجوم الايراني على الاراضي المحتلة. واضاف الدبلوماسي، ان باعتراض واشنطن الهجوم الايراني واقتصاره على اصابة ثلاثة اهداف عسكرية، تكون الأخيرة سحبت من نتنياهو «الحجة» للهجوم بالمثل على طهران، من هنا يستبعد المصدر ان تقدم تل أبيب على هجوم مماثل على الاراضي الايرانية خاصة انها تخشى أيضاً الرد على الرد من قبل ايران بعد ان تخطت كل الخطوط الحمر المرسومة سابقاً.
وفي هذا الاطار، تعتبر المكاسب الجيو-استراتيجية والحيوبوليتيكية للضربة الايرانية على اسرائيل اهم بكثير من مكاسب اصابة قاعدة هنا او تدمير مركز هنالك، اذ ثبّتت ايران معادلة العين بالعين والدم بالدم وانه لن يمر بعد اليوم أي عدوان اسرائيلي دون عقاب ورد مباشر وسريع، معلنة بذلك حقبة جديدة من صراع محور المقاومة مع العدو الاسرائيلي.
الملف اللبناني والانتخابات البلدية
التمديد للمجالس البلدية والاختيارية على رأس بنود جلسة مكتب هيئة مكتب المجلس النيابي والتي ستعقد جلسة برئاسة الرئيس نبيه بري اليوم.ويكشف عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم لـ «الديار» ان هناك اقتراحات نيابية ستطرح على الجلسة ومنها اقتراح للنائب جهاد الصمد وربما هناك اقتراحات اخرى. ويلفت هاشم الى ان اجراء الانتخابات في منطقة من دون اخرى غير وارد بسبب الاوضاع الاستثنائية في الجنوب. ويلفت الى ان موضوع الحرب ليس مزحة وقد تتطور الامور ولبنان معرض كله لأي اعتداء صهيوني وتوسعة العدوان وارد في اي لحظة.
ويؤكد ان التمديد ضروري وخصوصاً للمخاتير والمعنيين يومياً بحياة الناس واوراقهم الثبوتية من اخراجات قيد وباسبورات ووثائق ولادة ووفاة، وبالتالي لا يمكن الاستغناء عن المختار ودوره بينما يمكن الاستعاضة عن المجالس البلدية المنحلة او المستقيلة بتكليف للمحافظ او للقائمقام بتسيير البلدية وعدم تعطيل البلدية لجهة الاوراق الرسمية والامضاءات الرسمية والتعهدات.
رد بري على جعجع وباسيل
وتفاعل طرح التمديد النيابي للبلديات والمخاتير، ورداً على رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، اشار بري الى ان باسيل «في كتابه» يريد أن يفصل جبهة الجنوب عن غزة «وهيدي ما بتزبطش»، واكد بان وحدة الساحات قائمة «شاؤوا أم أبوا».
واكد بري ردا على رئيس حزب القوات سمير جعجع، بانه «لن تحصل انتخابات بلدية من دون الجنوب، وبده يستوعب جعجع «مش مستعد أفصل الجنوب عن لبنان»، معتبرا بان الخطورة في كلام جعجع هو عن الفدرالية وهذا يعني أننا ما نزال في «حالات حتماً».
ولفت بري الى ان قواعد الاشتباك تغيرت وأهم نتيجة للسجادة العجمية أنها قالت لإسرائيل «زمن الاول تحول».
بيان جعجع
وكان جعجع اشار في بيان منذ يومين الى ان «بري دعا هيئة مكتب المجلس إلى إجتماع نهار الأربعاء المقبل، وأغلب الظنّ من أجل التحضير لجلسة نيابية لتمديد ثالث للمجالس البلدية والاختيارية في لبنان بحجة العمليات العسكرية الدائرة في الجنوب، مع الأخذ في الاعتبار ان محور الممانعة كان رأس حربة في التمديدين السابقين أيضا، ولم يكن هناك أي عمليات عسكرية في الجنوب».
ولفت الى إن «هذا التوجّه يدلّ على ان محور الممانعة وحلفاءه وبالأخص «التيار الوطني الحر» لا يريدون انتخابات بلدية في لبنان وحتى إشعار آخر».
باسيل
من جانبه أوضح باسيل بشأن الانتخابات البلدية، وفي مؤتمر صحافي بعد ترؤسه إجتماعاً لتكتله النيابي امس، أنّ «السؤال ليس اذا التيار جاهز للبلديّات، السؤال اذا الحكومة ووزارة الداخلية جاهزان. نحن لدينا عدّة مؤشرات لعدم الجهوزية، وهي عدم عقد أي اجتماع للمحافظين مع وزير الداخلية بسام مولوي، وعدم عقد اي اجتماع على مستوى المحافظات مع القائمقامين، وعلى بعد 3 اسابيع ونصف من الانتخابات، لم تسجّل اي حركة فعلية او ترشيحات رسمية وغير رسمية، كما وجود رجل الانتخابات العميد الياس خوري خارج المنصب وخارج الوزارة وخارج لبنان، وعدم وجود اي استعدادات لوجيستية داخل الوزارة او داخل المحافظات والأقضية».
وأضاف «نحن لن نتخّذ موقفًا قبل الاجتماع رسميًا مع وزير الداخلية للنظر فعلًا بجهوزيته وسنرسل له وفدا نيابيا قبل جلسة المجلس النيابي لنحدّد موقفنا. اذا الوزارة جاهزة، فالتيار سيشارك ولن يمدّد للبلديات».
وكشف باسيل أنهم «يقولون لنا سرًا: نعلم ان لا انتخابات ولكن تعالوا نصوّت ضد التمديد يعني تعالوا ندخل الفراغ والمجهول والفوضى. نحن نختار استكمال العمل البلدي والاختياري وتسيير المرفق العام بدل الفراغ والكذب على الناس».
القوات
وشدّدت مصادر القوات اللبنانية ان الانتخابات البلدية والاختيارية لم تحصل في المرتين السابقتين ليس لأسباب تقنية، خصوصا ان وزير الداخلية كان أكد ان التمويل مؤمّن والوزارة جاهزة لإتمامها، إنما لم تحصل لاعتبارات سياسية تتعلّق برفض الممانعة إجراء هذه الانتخابات.
وقالت المصادر ان الممانعة تتجِّه هذه المرة أيضا إلى التمديد بحجة الحرب على الحدود، فيما يمكن بكل موضوعية وبساطة تأجيل الانتخابات في القرى التي تشهد عمليات عسكرية، ولكن ممنوع التمديد لمجالس أصبح نصفها منحلا والنصف الآخر في حالة شلل تام.
وأكدت المصادر في «القوات اللبنانية» ان الانتخابات البلدية والاختيارية يجب ان تجرى في مواعيدها الدستورية، وعدم إتمامها ليس فقط خطيئة دستورية، إنما أيضا خطيئة بحق الناس التي لجأت أكثر فأكثر إلى البلديات مع الانهيار المالي والشلل الذي أصاب الدولة ومؤسساتها، وأي تمديد إضافي يعني ان هناك من يقول للناس تدبروا أمركم بعيدا عن الدولة ومؤسساتها.
وأكدت ان «القوات اللبنانية» التي شكلت وتشكل رأس حربة لإجراء الانتخابات الرئاسية، وشاركت في الجلسات الانتخابية كلها، وتصرّ على الجلسة بدورات متتالية، وتتمسّك بالتشاور الذي يقود إلى التقاطع عند منتصف الطريق على خيار ثالث، تخوض هذه المرة كما في المرتين السابقتين معركة إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في موعدها الدستوري، وترفض أي تمديد لهذه المجالس.
وختمت المصادر: أظهر التمديد العسكري ان الضغط والمثابرة والإصرار وإعلاء الصوت وتوحيد الجهود تعطي مفعولها، لأن هذا التمديد كان مرفوضا، ولكن المعارضة نجحت في كسر قرار من أراد ان يعبث بالأمن والاستقرار، والمطلوب اليوم خوض معركة إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية بالجدية نفسها والإصرار ذاته بهدف كسر قرار من يريد ان يعبث بآخر مظلة أمان رسمية للناس في إطارها المحلي، ومن سيجرؤ على التمديد يجب تخوينه وعلى الناس ان تخوِّنه..
عدوانية واعتداءات جنوباً
وامس صعّد كيان الاحتلال من اعتداءاته وغاراته جنوباً. واعلن جيش الإحتلال ان مسيرتين مفخختين عبرتا الأراضي اللبنانية باتجاهنا وانفجرتا في بيت هيلل والحادث قيد التحقيق. اما القناة 12 الإسرائيلية فاشارت الى سقوط 3 إصابات طفيفة جراء انفجار طائرة مسيرة في منطقة بيت هيلل شمال إسرائيل قرب الحدود مع لبنان.
من جهته، اعلن حزب الله «شنينا هجوماً جوياً بمسيرات إنقضاضية على دفعتين إستهدفتا منظومة الدفاع الصاروخي في بيت هيلل وأصابت منصات القبة الحديدية وطاقمها وأوقعت أفراده بين قتيل وجريح.
ورداً على المسيرات الانقضاضية، شنت طائرة مسيرة معادية بعد الظهر غارة على بلدة عين بعال إستهدفت سيارة وافيد عن سقوط شهيد للمقاومة واصابة شخصين.
ولاحقاً نعى حزب الله الشهيد المجاهد اسماعيل يوسف باز «أبو جعفر» مواليد عام 1972 من بلدة الشهابية في جنوب لبنان، والذي ارتقى شهيداً على طريق القدس. ويرجح انه سقط شهيداً في غارة عين بعال.
كما استهدفت مسيرة معادية سيارتين في بلدة الشهابية، وافيد عن سقوط شهداء فيها بالاضافة الى اصابة عدد من الاشخاص.
ولاحقاً نعت «المقاومة الاسلامية» الشهيد المجاهد محمود ابراهيم فضل الله «شادي» مواليد عام 1975 من بلدة عيناثا في جنوب لبنان، والذي ارتقى شهيداً على طريق القدس.
وفي شريط الاعتداءات شنّ الطيران الحربي غارة جوية بالصواريخ استهدفت بلدة يارون
رد حزب الله وقصف ميرون
ومساء امس اعلن حزب الله انه «دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، وردًا على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل المدنية و خصوصًا الاعتداء على بلدتي عين بعال والشهابية وإصابة المدنيين، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 07:30 من مساء امس الثلاثاء مقر وحدة المراقبة الجوية في ميرون بالأسلحة الصاروخية والمدفعية».
في المقابل تكشف اوساط ميدانية لـ «الديار» ان الجنون الصهيوني امس مرده الى نجاح المقاومة في استهداف منظومة الدفاع الصاروخية آرو،٣ والتي تبرز مهمتها في التصدي للصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى وتدميرها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح.
وتلفت الى ان الاغتيالات وملاحقة المقاومين لن تثني المقاومة عن الاستمرار في جبهة الإسناد لغزة وإيلام العدو اينما كان، مع التأكيد ان اي حماقة يرتكبها سيجلب عليه الخراب والويل وستكون الصواريخ الدقيقة والثقيلة كالمطر على المغتصبات ومن المسافة صفر!